* " مدونة تبحث عن الحق على مذهب {الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة } الطائفة المنصورة التي لايضرها من خذلها ولا من خالفها حتى يأتي الله بأمره " * .

الجمعة، 5 سبتمبر 2014

قصة الغدير ( غدير خم ) وغلو الرافضة فيما جرى فيه من أحداث

الحمد لله وكفى وصلاة وسلام على عباده الذين اصطفى وعلى المجتبى وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثرهم وسار على نهجهم إلى يوم الدين : 
هناك أمور يجب أن نبينها قبل الشروع في ذكر تفاصيل هذه القصة وهي مايلي : 

* أن هذه القصة صحيحة وواقعية طرفها الأول علي بن أبي طالب وطرفها الثاني أصحابه وخصوصا بريدة بن الحصيب الأسلمي الذين رجعوا معه من اليمن في حجة الوداع .

* أن سببها كانت وصيفة ومغانم وحلل من البزّ وابل الصدقة أرسل إليها علي ليأتي بها من اليمن وكانت الوصيفة من نصيب علي فوقع ذلك في نفوس أصحابه وخصوصاً بريدة رضي الله عن الجميع وكذلك أن علياً أمّر أميراً على أصحابه في اليمن ليدرك الحج مع النبي صلى الله عليه وسلم فقام هذا الأمير ووزع حللل من البزّ الذي كان في المغنم على من كان معه من الأصحاب لكي يتزينوا به عند القدوم على النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة فلما علم بمقدمهم خرج لتلقيهم فلما رآى ماعليهم من الحُلل أمر بخلعها وردها للمغانم اجتهادا منه لاحرماناً لهم فحملوا في أنفسهم عليه رضي الله عن الجميع ، فقام النبي عليه الصلاة والسلام خطيباً في هذا الغدير وقال : (( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال ِ من والاه وعاد ِ من عاداه )) أخرجه أحمد والنسائي وابن حبان وهو حديث متعدد الأسانيد وذكره الألباني في السلسلة الصحيحة  . 


* أن وقت حدوث هذه القصة اتخذ زمانها الرافضة عيداً يهنئ بعضهم بعضاً به وهذا مخالف لهدي النبي عليه الصلاة والسلام وكان أول يوم حدث فيه ذلك من عام 352 هــ في الثامن عشر من ذي الحجة فحسبنا الله ونعم الوكيل على من أنشأ هذه البدعة المنكرة المدعو معز الدولة علي بن بويه في بغداد ثم احتفل به في اليمن بعد ذلك بعد الألف من الهجرة النبوية  . 

* أن زمن هذه القصة هو الثامن عشر من شهر ذي الحجة والنبي عليه الصلاة والسلام والصحابة وعلي راجعون من مكة وقد ذكر الزمن الكثير من المؤرخين ومنهم : 

- ابن الأثير في ( الكامل في التاريخ ) 
- الذهبي في ( تاريخ الإسلام ) 
- المقريزي في ( الخطط والآثار) 
- ابن كثير في ( البداية والنهاية ) 
- ابن العماد في ( شذرات الذهب في أخبار من ذهب ) 
- السيوطي في ( تاريخ الخلفاء ) 

* أن (غدير خم ) مكان موجود الآن بهذا المسمى في شرق رابغ يبعد عنها قرابة العشرين كيلا تقريباً على طريق وادي الفرع وبقرب الجحفة وجنوب الأبواءالمكان الذي توفيت فيه آمنة بنت وهب أم نبينا عليه الصلاة والسلام وموقعه هنا   .

* أن اسم غدير من المسميات التي يتفاخر به الرافضة بل ويسمون به مناطق عندهم منها "غدير قم"  ومما سمي به جزيرة احتلتها الدولة المجوسية ( ايران ) من الإمارات في هذا العصر وهي جزيرة أبي موسى الواقعة في الخليج العربي . 


والقصة حسب أسانيد الأحاديث ورواياتها كالتالي : 


ففي صحيح البخاري حدثني محمد بن بشار ، حدثنا روح بن عبادة ، حدثنا علي بن سويد بن منجوف ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه رضي الله عنه ، قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم عليا إلى خالد ليقبض الخمس ، وكنت أبغض عليا وقد اغتسل ، فقلت لخالد : ألا ترى إلى هذا ؟ فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت ذلك له ، فقال : " يا بريدة ، أتبغض عليا ؟ " فقلت : نعم ، قال : " لا تبغضه ، فإن له في الخمس أكثر من ذلك " .
وفي مسند الإمام أحمد حدثنا حسين بن محمد وأبو نعيم المعنى قالا: ثنا فطّر، عن أبي الطفيل قال: جمع علي الناس في الرحبة.
ثم قال لهم: أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله يقول: يوم غدير خم ما سمع لما قام فقام كثير من الناس.
قال أبو نعيم: - فقام ناس كثير - فشهدوا حين أخذ بيده، فقال للناس: « أتعلمون إني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ».
قالوا: نعم يا رسول الله.
قال: « من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه ».
قال: فخرجت كأن في نفسي شيئا، فلقيت زيد بن أرقم.
فقلت له: إني سمعت عليا يقول: كذا وكذا.
قال: فما تنكر؟ وقد سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول ذلك له.
ورواه النسائي من حديث حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل عنه أتم من ذلك.
وقال أبو بكر الشافعي: ثنا محمد بن سليمان بن الحارث، حدثنا عبيد الله بن موسى، ثنا أبو إسرائيل الملائي، عن الحكم، عن أبي سليمان المؤذن، عن زيد بن أرقم أن عليا انتشد الناس:
من سمع رسول الله يقول: « من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه ». فقام ستة عشر رجلا فشهدوا بذلك وكنت فيهم.
وقال أبو يعلى، وعبد الله بن أحمد في مسند أبيه: حدثنا القواريري، ثنا يونس بن أرقم، ثنا يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: شهدت عليا في الرحبة يناشد الناس:
أنشد بالله من سمع رسول الله، يقول: يوم غدير خم: « من كنت مولاه فعلي مولاه » لما قام فشهد قال عبد الرحمن: فقام اثنا عشر بدريا كأني أنظر إلى أحدهم عليه سراويل.
فقالوا: نشهد أنا سمعنا رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول يوم غدير خم: « ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم؟ ».
قلنا: بلى يا رسول الله . قال: « فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه ».
ثم رواه عبد الله بن أحمد، عن أحمد بن عمر الوكيعي، عن زيد بن الحباب، عن الوليد بن عقبة بن نيار، عن سماك بن عبيد بن الوليد العبسي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى فذكره. قال: فقام اثنا عشر رجلا.
- وفي صحيح مسلم خبر مقارب ذكر فيه فضل أهل البيت يرويه لنا زيد بن أرقم فيقول (قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خُما بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال: [أما بعد، ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به ] فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: [وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي] .  
وذكر ابن هشام في السيرة عن يزيد بن ركانة قال: لما أقبل علي رضي الله عنه من اليمن ليلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، تعجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف على جنده الذين معه رجلاً من أصحابه، فعمد ذلك الرجل فكسا كل رجل من القوم حلة من البز الذي كان مع علي رضي الله عنه، فلما دنا جيشه خرج ليلقاهم، فإذا عليهم الحلل، قال: ويلك! ما هذا؟ قال: كسوت القوم ليتجملوا به إذا قدموا في الناس، قال: ويلك! انزع قبل أن تنتهي به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فانتزع الحلل من الناس، فردها في البز، قال: وأظهر الجيش شكواه لما صنع بهم . 

 وقد رُوي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب إلى اليمن، فكنت ممن خرج معه فلما أخذ من إبل الصدقة سألناه أن نركب منها ونريح إبلنا، فكنا قد رأينا في إبلنا خللا، فأبى علينا، وقال: إنما لكم منها سهم كما للمسلمين. قال: فلما فرغ علي، وانطلق من اليمن راجعا أمَّر علينا إنسانا وأسرع هو فأدرك الحج، فلما قضى حجته قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ارجع إلى أصحابك حتى تقدم عليهم، قال أبو سعيد: وقد كنا سألنا الذي أستخلفه ما كان علي منعنا إياه نفعل، فلما جاء عرف في إبل الصدقة أن قد ركبت، رأى أثر المركب، فذم الذي أمره ولامه، قال: فذكرت لرسول الله ما لقينا من علي من الغلظة وسوء الصحبة والتضييق، حتى إذا كنت في وسط كلامي ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي، ثم قال: مه، بعض قولك لأخيك علي، فو الله لقد علمت أنه أخشن في سبيل الله، قال: فقلت في نفسي: لا جرم والله لا أذكره بسوء أبدا سرا ولا علانية ا.هــ
وقد ذكر ذلك البيهقي في دلائل النبوة 
هذا ماتيسر كتابته وجمعه ، واسأل الله أن يغفر لصحابة رسول الله كل مااقترفوا وأن يلطف بنا جميعا وبالله التوفيق .