* " مدونة تبحث عن الحق على مذهب {الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة } الطائفة المنصورة التي لايضرها من خذلها ولا من خالفها حتى يأتي الله بأمره " * .

الثلاثاء، 16 أبريل 2013

السلسلة الأولى من الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة المنتشرة بين الناس

من الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة المنتشرة بين الناس مايلي : 

1 ــ حديث : " لاتجلس بين النيام ولا تنام بين الجالسين ، ولا تضع يدك على خدك ، ولاتشبك أصابعك ، ولا تنهش الخبز مثل اللحم ، ولا تأكل الطين ، ولا تنظر إلى المرآة ليلاً ، ولا تلبس القميص مقلوب ، ولا تنفخ في الطعام الحار ، ولا في قدح الماء ، ولا تنظر إلى مايخرج منك ، ولا تتثاءب إلا ويدك على فمك ، ولا تشم طعامك ، ولا تكبر لقمتك ، ولا تأكل في الظلمة "  . 

2 ــ حديث : " من صلى علي بعد غسل القدمين عند الوضوء عشر مرات فرج الله همه وغمه واستجاب دعوته ، لاتلتهون بالدنيا كل شيء ذاهب إلا العمل الصالح " . 

3 ــ حديث : " عليكم بقراءة سورة يس~  ماقرأها جائع إلا شبع ولا عطشان إلا روي ولا عريان إلا كساه الله ، ولا عازب إلا تزوج ، ولا خائف إلا أمنه الله ولا مريض إلا بري ، ولا مسجون إلا خلصه الله من سجنه ، ولا مسافر إلا أعانه الله على سفره "  . 

4 ــ حديث : " أن الرسول سأل الشيطان فقال : يالعين من جليسك ؟ فقال : آكل الربا ، فقال : فمن صديقك ؟ فقال : الزاني ، فقال : فمن ضجيعك ؟ فقال : السكران ، فقال : من ضيفك ؟ فقال : السارق ، فقال : فمن رسولك ؟ فقال : الساحر ، فقال : فما قرة عينيك ؟ فقال : الحلف بالطلاق ، فقال : فمن حبيبك ؟ فقال : تارك صلاة الجمعة ، فقال رسول الله ؟ فقال : صهيل الخيل في سبيل الله ، فقال فما يذيب جسمك ؟ فقال : توبة التائب ، فقال : فقال : فما ينضج كبدك ؟ فقال : كثرة الإستغفار لله تعالى بالليل والنهار ، فقال : فما يخزي وجهك ؟ فقال : صدقة السر ، فقال : فما يطمس عينيك ؟ فقال : صلاة الفجر "  . 

الثلاثاء، 2 أبريل 2013

كلمة عن الغيبة والحالات التي تجوز فيها

الغيبة كلٌ منّا لايجهلها وهي كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم : " ذكرك أخاك بما يكره " . . . الغيبة أيها الأخوة المؤمنون من أعظم الأدواء الروحية التي تفتك بمجتمعنا وتقضي على أعمالنا ومدخراتنا الصالحة ، في ظل التهاون الذي يسود المجتمع في هذا الوقت بأثر الغيبة الرجعي على دييننا وومجتمعنا , فالغيبة غير كونها لها الأثر البالغ على الدين وكونها فخاً يسهل الوقوع فيه بأسهل طريق وتذكيه مجالس المغتابين ، ودروب الضائعين ، فإن الغيبة لها الأثر على تلاحم المجتمع وترابطه حيث أنها تُشيع العداوة والبغضاء والشحناء في قلوب المسلمين بين بعضهم البعض ، فكم من أفراد في المجتمع المسلم فرقتهم الغيبة والنميمة أيضاً كل مفرق ، وشتتهم في كل طريق بسبب ماذا ؟ ؟
بسبب كلمة مغتاب أرعن ونمّام مفسد يسعى إلى الفساد ليله ونهاره , وليعلم هؤلاء أنه إن لم يرتدع في الدنيا قبل الآخرة , ويترك هذا المرض الذي جرّ نفسه إليه وأقامها عليه , أن الله متوعده بعذاب أليم ، يتمنى معه الرجوع إلى الدنيا لكي يتحلل من عباد الله الذين ولغ في أعراضهم , ووصفهم بما يكرهون أوبمالا يرتضون .
ثم ليعلم أن الغيبة سبب من أسباب عذاب القبر قبل عذاب الآخرة فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : " كنا مع النبي e ، فأتى على قبرين يُعذّب صاحباهما فقال : ( إنهم لايعذبان في كبير ، وبلى , أما أحدهما فكان يغتاب الناس , وأما الآخر فكان لايتأذى من البول ) فدعا بجريدة رطبة أو بجريدتين ، فكسرهما ثم أمر بكل كسرة فغُرست على قبر ، فقال رسول الله e : ( أما إنه سيهوّن من عذابهما ماكانت رطبتين أو " مالم تيبسا " ) رواه البخاري في الأدب المفرد  .

وهذه الحالات التي يجوز أن يغتاب فيها الشخص وهي حالات سبعة أحسن نظمها الشاعر وفقه الله حيث قال :

 القدح ليس بغيبـة ياصاحبي   *   في سبع حالاتٍ تُقال وتُنقلُ
من كان مظلوماً وغِيبة مُظهرٍ *  فسقاً ومستفتٍ بدينك جاهـلُ
ومعرّفٍ أيضاً كذاك محـــذرٌ  *  والراجع عن ديننا المتحوّلُ
وكذاك من طلب الإعانة راغبا ً*  في ردّ محذور ٍ يُحاك ويُفعلُ

أنجانا الله وإياكم منها ووفقنا إلى مافيه صالح ديننا ودنيانا  , , ,  .

الخميس، 21 مارس 2013

متى يحق للمسلم طلب الموت ومتى لايحق ؟ ؟ .

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اعلم أخي المسلم أن طول العمر للمؤمن الذي يعمل صالحاً خير له من الموت .
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( خير الناس من طال عمره وحسن عمله ) رواه أحمد والترمذي (110) وصححه الألباني
وقال صلى الله عليه وسلم : ( طوبى لمن طال عمره وحسن عمله ) رواه الطبراني وأبو نعيم ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3928) .
وروى أحمد (8195) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كَانَ رَجُلَانِ أَسْلَمَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتُشْهِدَ أَحَدُهُمَا وَأُخِّرَ الْآخَرُ سَنَةً . قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ : فَأُرِيتُ الْجَنَّةَ ، فَرَأَيْتُ فِيهَا الْمُؤَخَّرَ مِنْهُمَا أُدْخِلَ قَبْلَ الشَّهِيدِ ، فَعَجِبْتُ لِذَلِكَ ، فَأَصْبَحْتُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَلَيْسَ قَدْ صَامَ بَعْدَهُ رَمَضَانَ ! وَصَلَّى سِتَّةَ آلافِ رَكْعَةٍ أَوْ كَذَا وَكَذَا رَكْعَةً ! صَلاةَ السَّنَةِ ) . صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2591) . وقال العجلوني في "كشف الخفاء" : إسناده حسن .
وقال رجل : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ ؟ قَالَ : (مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ ) قَالَ : فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ ؟ قَالَ : (مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ ) رواه أحمد والترمذي (2330) ، وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
قَالَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : " إِنَّ الأَوْقَاتِ وَالسَّاعَاتِ كَرَأْسِ الْمَالِ لِلتَّاجِرِ فَيَنْبَغِي أَنْ يَتَّجِرَ فِيمَا يَرْبَحُ فِيهِ وَكُلَّمَا كَانَ رَأْسُ مَالِهِ كَثِيرًا كَانَ الرِّبْحُ أَكْثَرَ , فَمَنْ اِنْتَفَعَ مِنْ عُمُرِهِ بِأَنْ حَسُنَ عَمَلُهُ فَقَدْ فَازَ وَأَفْلَحَ , وَمَنْ أَضَاعَ رَأْسَ مَالِهِ لَمْ يَرْبَحْ وَخَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا "
ولذلك قيل لبعض السلف : طاب الموت !!
قال : يا ابن أخي ، لا تفعل ، لساعة تعيش فيها تستغفر الله ، خير لك من موت الدهر !
وقيل لشيخ كبير منهم : أتحب الموت ؟ قال : لا ، قد ذهب الشباب وشره ، وجاء الكبر وخيره ، فإذا قمت قلت : بسم الله ، وإذا قعدت قلت : الحمد لله ، فأنا أحب أن يبقى هذا !!
وكان كثير من السلف يبكي عند موته أسفا على انقطاع أعماله الصالحة .
ولأجل ذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تمني الموت ، لأنه يحرم المؤمن من خير الطاعة ، ولذة العبادة ، وفرصة التوبة ، واستدراك ما فات :
فعن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( لا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ , وَلا يَدْعُ بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُ ، إِنَّهُ إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ انْقَطَعَ عَمَلُهُ ، وَإِنَّهُ لا يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ عُمْرُهُ إِلا خَيْرًا ) رواه مسلم (2682) .
فجمع بين النهي عن تمني الموت ، والنهي عن الدعاء به على النفس .
وعند البخاري (7235) بلفظ : ( لا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ ، إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ يَزْدَادُ ، وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ يَسْتَعْتِبُ ) .
قَالَ النَّوَوِيّ : فِي الْحَدِيث التَّصْرِيح بِكَرَاهَةِ تَمَنِّي الْمَوْت لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ مِنْ فَاقَة ، أَوْ مِحْنَة بِعَدُوٍّ ، وَنَحْوه مِنْ مَشَاقّ الدُّنْيَا , فَأَمَّا إِذَا خَافَ ضَرَرًا أَوْ فِتْنَة فِي دِينه فَلا كَرَاهَة فِيهِ لِمَفْهُومِ هَذَا الْحَدِيث , وَقَدْ فَعَلَهُ خَلَائِق مِنْ السَّلَف .
وَقَوْله " يَسْتَعْتِبُ " أَيْ يَسْتَرْضِي اللَّه بِالإِقْلاعِ وَالاسْتِغْفَار .
وفي تمني الموت معنى آخر يمنع منه :
وهو أن سكرات الموت شديدة ، وهول المطلع أمر فظيع ، ولا عهد للمرء بمثل ذلك ، ثم إن الإنسان لا يدري ما ينتظره بعد الموت ! نسأل الله السلامة ، فتمني الموت طلب لشيء لا عهد للمرء به ، وتغرير بنفسه ؛ وعسى إن تمنى الموتَ بسبب شدةٍ وقع فيها أن يكون كالمستجير من الرمضاء بالنار ، فلعله أن يهجم بعد الموت على ما هو أعظم وأشد مما هو فيه ؛ فتمني الموت حينئذ نوع من استعجال البلاء قبل وقوعه ، ولا ينبغي للعاقل أن يفعل ذلك ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ ، وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ ) متفق عليه ، وقد ورد في هذا المعنى حديث , ولكن ضعيف .
عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا تَمَنَّوْا الْمَوْتَ ، فَإِنَّ هَوْلَ الْمَطَّلَع شَدِيدٌ ، وَإِنَّ مِنْ السَّعَادَةِ أَنْ يَطُولَ عُمْرُ الْعَبْدِ وَيَرْزُقَهُ اللَّهُ الإِنَابَةَ ) رواه أحمد ، وضعفه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (885) .
وسمع ابن عمر رجلا يتمنى الموت ، فقال : لا تتمن الموت ، فإنك ميت ، وسل الله العافية ، فإن الميت ينكشف له عن هول عظيم .
قال ابن رجب رحمه الله : " وقد كان كثير من الصالحين يتمنى الموت في صحته ، فلما نزل به كرهه لشدته ، ومنهم أبو الدرداء وسفيان الثوري ، فما الظن بغيرهما ؟!" .
والنهي عن تمني الموت إنما هو إذا كان بسبب ما يحصل للمرء من ضرر في أمور دنياه ، فإنّ تمني الموت حينئذ دليل على الجزع مما أصابه :
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ , فَإِنْ كَانَ لا بُدَّ فَاعِلا فَلْيَقُلْ : اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتْ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي , وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي ) متفق عليه .
وَقَوْله " مِنْ ضُرّ أَصَابَهُ " يعني بذلك الضرر الدنيوي كالمرض والابتلاء في المال والأولاد وما أشبه ذلك , وأما إذا خاف ضرراً في دينه كالفتنة فإنه لا حرج من تمني الموت حينئذٍ كما سيأتي .
ولعل هذا الذي طلب الموت ليستريح مما به من ضر ، لعله أن يزيد تعبه ، ويتصل ألمه وهو لا يدري ؛ فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَاتَتْ فُلَانَةُ ، وَاسْتَرَاحَتْ , فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ : ( إِنَّمَا يَسْتَرِيحُ مَنْ غُفِرَ لَهُ ) رواه أحمد (24192) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1710) .
ثانياً : هناك بعض الحالات يشرع تمني الموت فيها ، منها :
الأولى : أن يخشى على دينه من الفتن
ولا شك أن موت الإنسان بعيدا عن الفتن ، ولو كان عمله يسيرا ، خير له من أن يفتن في دينه ، نسأل الله السلامة .
فعَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :( اثْنَتَانِ يَكْرَهُهُمَا ابْنُ آدَمَ : الْمَوْتُ ، وَالْمَوْتُ خَيْرٌ لِلْمُؤْمِنِ مِنْ الْفِتْنَةِ ، وَيَكْرَهُ قِلَّةَ الْمَالِ ، وَقِلَّةُ الْمَالِ أَقَلُّ لِلْحِسَابِ ) رواه أحمد وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (813) .
وقد دل على مشروعية تمني الموت في هذه الحال أيضاً : قول النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه : ( وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون ) رواه الترمذي (3233) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
قال ابن رجب رحمه الله : هذا جائز عند أكثر العلماء .
وعلى هذا يحمل ما ورد عن السلف في تمني الموت ؛ أنهم تمنوا الموت خوفاً من الفتنة .
روى مالك عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ قال : لَمَّا صَدَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنْ مِنًى أَنَاخَ بِالأَبْطَحِ ثُمَّ كَوَّمَ كَوْمَةً بَطْحَاءَ ثُمَّ طَرَحَ عَلَيْهَا رِدَاءَهُ وَاسْتَلْقَى ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ : ( اللَّهُمَّ كَبِرَتْ سِنِّي ، وَضَعُفَتْ قُوَّتِي ، وَانْتَشَرَتْ رَعِيَّتِي ، فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مُضَيِّعٍ وَلا مُفَرِّطٍ ) قال سعيد : فما انسلخ ذو الحجة حتى قتل عمر رضي الله عنه .
وقال أبو هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : من رأى الموت يباع فليشتره لي !
"الثبات عند الممات" لابن الجوزي (ص 45) .
الثانية : أن يكون موته شهادة في سبيل الله عز وجل
وقد دل على مشروعية تمني الموت في هذه الحال كثير من الأحاديث ، منها :
عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ) متفق عليه . فقد تمنى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقتل في سبيل الله ، وما ذاك إلا لعظم فضل الشهادة .
وروى مسلم (1909) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ ) .
وقد كان السلف رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم يحبون الموت في سبيل الله .
قال أبو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بشأن مسيلمة الكذاب عندما ادعى النبوة : والله لأقاتلنه بقوم يحبون الموت كما يحب الحياة .
وكتب خالد بن الوليد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إلى أهل فارس : والذي لا إله غيره لأبعثنَّ إليكم قوماً يحبُّون الموت كما تحبُّون أنتم الحياة .
وإنما كانت هذه المنزلة مرغوبة - لا حرمنا الله منها - وطلبها ممدوحا من كل وجه ، لأن من أعطيها لم يحرم أجر العمل الصالح الذي تطيب لأجله الحياة ، وتكون خيرا للمرء من الموت ، ثم إن الله تعالى يحمي صاحب هذه المنزلة من فتنة القبر .
فعَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ ، وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ ، وَأَمِنَ الْفَتَّانَ ) رواه مسلم (1913) .
والخلاصة : أن يكره للمسلم أن يتمنى الموت إن كان ذلك بسبب ضر أصابه في الدنيا ، بل عليه أن يصبر ويستعين بالله تعالى ، ونسأل الله تعالى أن يفرج عنك ما أنت فيه من الهم . والله أعلم   , , ,   .  
                                                                                                          بتصرف من الإسلام سؤال وجواب

الجمعة، 22 فبراير 2013

أحاديث الحنث في اليمين والإستثناء

من الأحاديث الواردة في الحنث في اليمين وعدمه مايلي :

ــ حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من حلف  فقال : " إن شاء الله " لم يحنث ) رواه الإمام أحمد في مسنده والنسائي والترمذي وابن ماجة أيضاً وزاد النسائي : ( فقد استثنى ) .  

ــ وأيضا حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من حلف على يمين فقال إن شاء الله فلا حنث عليه ) رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه .

ــ وأيضاً حديث ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( والله لأغزون قريشاً ثم قال : " إن شاء الله " ثم قال : والله لأغزون قريشاً ثم قال : " إن شاء الله " ثم قال : والله لأغزون قريشاً ثم سكت ثم قال : " إن شاء الله "  ثم لم يغزهم ) رواه أبوداوود 

ــ ومن الأحاديث الضعيفة حديث : ( إذا قال أنت طالق إن شاء الله لم تطلق ، وإذا قال لعبده أنت حرٌّ إن شاء الله فإنه حرّ ) فإن هذا الحديث أخرجه البيهقي وفيه راوٍ مجهول هو حميد بن مالك .