* " مدونة تبحث عن الحق على مذهب {الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة } الطائفة المنصورة التي لايضرها من خذلها ولا من خالفها حتى يأتي الله بأمره " * .

الخميس، 4 أغسطس 2011

نماذج من حرص السلف على العلم , ، ، .

هل رأيت يوماً من الأيام رجلاً يفكر في طلب العلم في يوم العيد أو يفعل ذلك في هذا العصر ? ? ?   .  .   .  
روى القاضي عياض في ترجمة ابن المكْوي القرطبي ــ أحمد بن عبدالملك ــ  فقال في معرض كلامه عن هذا الرجل : " وكان قد حبب إليه الدرس مدة عمره لايفتر عنه ليله ونهاره وجعلت فيه لذته , حتى أنه في عيد من الأعياد جاءه صديق ليهنئه فوجد مفتوحاً فدخل الدار وأرسل إليه خادمه ليخرج إليه فأبطأ عليه ابن المكوي ولم يخرج إليه فأرسل إليه خادمه مرة أخرى وبعد قليل خرج إليه ابن المكوي ومعه كتاب يقرأ فيه ولم يشعر بصديقه الذي ينتظره حتى اصطدم به لاشتغاله بالقراءه في الكتاب فانتبه ابن المكوي حينئذ وسلم على صديقه واعتذر اليه عما حصل بانه كان مشغولا ببحث مسالة مهمه فلم يتركها حتى فتحها الله عليه فقال له صديقه: اتقرا في يوم عيد ويوم راحه فقال: [ والله مالي راحة ولا لذه الا في طلب العلم والنظر في الكتب ] "  .
وعندما ننظر في حال هؤلاء ليذكرنا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الإمام أحمد وابن ماجة من حديث أبي عنبسة الخولاني :(( لايزال الله يغرس في هذا الدين غرساً يستعملهم في طاعته )) .
وهذا آخر ينام مع الدواب لأجل طلب العلم فقد ذكر القفطي في كتابه ـ أنباء الرواة بأخبار النحاة ـ في ترجمة الإمام عبدالله بن حمود الزبيدي أنه طلب العلم على يد أبي علي الفارسي ففي مرة من تردده عليه نام عبدالله الزبيدي في بيت الدواب الذي كان خارج دار أبي علي الفارسي وكان فيه دابة أبي علي وإنما فعل ذلك لكي يسبق الطلبة إلى أبي علي الفارسي قبل أن يزدحموا عليه , ففي ذات مرة خرج أبوعلي من بيته لصلاة الفجر مبكراً قبل طلوع الفجر فشعر به الزبيدي فتبعه في الظلام , فخاف أبو علي وظنه لصاً وقال له : " ويحك من تكون ؟ " قال : أنا تلميذك عبدالله الزبيدي , فصاح فيه : " إلى متى تتبعني ؟ والله ماعلى الأرض أحدٌ أعلم بالنحو منك " ــ أي فدعني واتركني . 
وهذا آخر يبول في مكانه حرصاً على مجلسه في العلم حتى لايفوته أو يستولي عليه أحد . . . . 
فقد ذكر الخطيب البغدادي في ــ الجامع لأخلاق الراوي ــ يقول : " قال جعفر بن درستويه : [ كنا نأخذ المجلس في مجلس علي بن المديني وقت العصر اليوم لمجلس غدٍ , فنقعد في أماكننا طوال الليل مخافة أن لا نلحق من الغد موضعاً نسمع فيه الحديث , فرأيت شيخاً في المجلس يبول في طيلسانه ويدرج الطيلسان وذلك مخافة أن يؤخذ مكانه إن قام ليبول " .
فرحم الله أولئك الآساد الذين قام على أكتافهم العلم والمداد وجاهدوا في الله حق الجهاد وحفظوا لنا السنة حتى انتشرت في كل البلاد وعسى المولى سبحانه أن يعطينا بعض حرصهم لكي نصبح في زماننا الأسياد والله ولي التوفيق .

هناك تعليق واحد: