* " مدونة تبحث عن الحق على مذهب {الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة } الطائفة المنصورة التي لايضرها من خذلها ولا من خالفها حتى يأتي الله بأمره " * .

السبت، 12 مارس 2016

غناء أهل الجنة

الحمد لله الذي أعد لعبادة دار الأبرار واصطفى لها من عباده الأخيار والصلاة والسلام على الصفوة المختار وعلى آله وصحبة ممن تبوأ الإيمان والدار وعنا معهم وسلم تسليما كثيراً أما بعد :

أيها القراء الكرام إن مما امتن الله على عباده أنه ماحرم شيئاً إلا أحل مكانه مما يغني عنه سواء كان ذلك في الدنيا أو في الآخرة وإن مما حرمه سبحانه السماع والإستماع إلى الأغاني على فرق بينهما لغوياً فقيل أن الإستماع هو سماع الشيء وتدبره وتأمله والسماع هو سماع الشيء من غير تدبر ولا تأمل أو مع قليل من التدبر .
وبغض النظر عن هذا الموضوع فإن السماع أو الإستماع للأغاني والمعازف محرم شرعاً بلا خلاف يُذكر في هذا الموضوع بدليل الكتاب وصراحة الأحاديث في ذلك ، يقول الله تعالى : (( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب أليم )) "1" ولقوله عليه الصلاة والسلام كما في حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه عند البخاري : " ليكونن قوم من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف " وقد بين عليه الصلاة والسلام أنه إذا حدث ذلك وقع الخسف والقذف والمسخ قردة وخنازير لمن فعل ذلك .
والله عوض وأبدل من ترك هذه المعازف والأغاني بإنشاد الشعر والنشيد بلا ايقاعات محرمة وأبدلهم في الجنة بغناء الحور العين والزوجات في دار النعيم . 
وقد وردت الأدلة بذلك صراحة ومنها : 

* حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات سمعها أحد قطّ  ، إن مما يغنّين : نحن الخيّرات الحسان أزواج قوم كرام " رواه الطبراني في المعجم الأوسط وصححه الألباني .
وأما ماورد من حديث موضوع في حرمان من سمع الغناء في الدنيا وأنه لن يسمعه في الآخرة حيث قيل : من له بالغناء لم يؤذن له أن يسمع صوت الروحانيين يوم القيامة ، قيل وما الروحانيون ؟ قال : قراء أهل الجنة " فقد أشار الكثير إلى وضعه . 

* ومما ورد حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الحور في الجنة يغنين يقلن : نحن الحور الحسان هدينا لأزواج كرام " وقد روى هذا ابن أبي الدنيا والطبراني في الأوسط وقد وُثقوا رجاله وصححه الألباني . 

وأما حديث الشجرة التي جذعها من ذهب وأوراقها من زبرجد تهب عليها ريح فتهزها فتسمع لها أعذب أصوات فإنه حديث ضعيف لم يصح لألفاظه طريق والله أعلم  . 

---------------------------
"1" سورة لقمان آية رقم 6

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق