* " مدونة تبحث عن الحق على مذهب {الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة } الطائفة المنصورة التي لايضرها من خذلها ولا من خالفها حتى يأتي الله بأمره " * .

الجمعة، 11 نوفمبر 2011

عن عدنان جد العرب ( عرب الشمال ) .

بعد حمد الله وشكره والصلاة على النبي الكريم نقول :
ــ لايوجد خلاف بين النسابين في أن عدنان من ولد اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام ولكن الخلاف في مسألة :
كمية الآباء الذي بينه وبين اسماعيل عليه السلام ! ! ! فأقل ماقيل أن بينه وبين اسماعيل جده عليه السلام أربعة آباء فقط وأكثر ماقيل أربعون وهو الذي رواه ــ أقصد عدد الأربعين ــ أهل الكتاب وهو موجود عندهم في كتبهم ويقال أنهم أخذوه من ( رخيا ) كاتب ارميا بن حلقيا { الذي هو نبي من أنبياء بني اسرائيل } وقد روى الحافظ ابن كثير في كتابه " البداية والنهاية " حديثاً في بيان أن بين عدنان واسماعيل عليه السلام أربعة وهو حديث موسى بن يعقوب عن عبدالله بن وهب بن زمعة الزمعي عن عمته عن أم  سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " معد بن عدنان بن أدد بن زند بن اليري بن أعراق الثرى .
قالت أم سلمة فزند هو : الهميسع , واليري هو نابت , وأعراق الثرى هو : اسماعيل لأنه ابن ابراهيم وابراهيم لم تأكله النار كما أن النار لاتأكل الثرى قال الدارقطني : " لانعرف زنداً إلا في هذا الحديث وزند بن الجون وهو أبو دلامة الشاعر " .
ثم أن هناك أمر يجب التنبيه عليه وهو مهم للمؤرخين فهو يبين الفرق بين عدنان ( جد العرب ) وبين القرون الغابرة ويحدد كم بين تحريف عمرو بن لحي الخزاعي ( الذي هو أبو قبيلة خزاعه ) لدين اسماعيل وبين عدنان ؟ ؟ وهل كان ماقبل عمرو بن لحي الخزاعي من ولد اسماعيل على التوحيد أم لا ؟ ؟ .

ويتبين ذلك فيما نقله الحافظ أبوالقاسم السهيلي وغيره وقد نقل ذلك ابن كثير في تاريخه المهم أن ابن كثير نقل عن السهيلي فقال : " مدة مابين عدنان إلى زمن اسماعيل عليه السلام أكثر من أن يكون بينهما أربعة آباء أو عشرة أو عشرون وذلك أن معد بن عدنان كان عمره زمن بختنَّصر ثنتي عشرة سنة , وقد ذكر أبوجعفر الطبري وغيره أن الله تعالى أوحى في ذلك الزمان إلى أرميا بن خلقيا ( أن اذهب إلى بختنصر فأعلمه أني قد سلطته على العرب وأمر الله أرميا أن يحمل معه معد بن عدنان على البراق كي لاتصيبه النقمة فيهم فإني مستخرجٌ من صلبه نبياً كريماً أختم به الرسل ) .
ففعل أرميا ذلك واحتمل معدّ على البراق إلى أرض الشام فنشأ مع بني اسرائيل ومن بقي منهم بعد خراب بيت المقدس وتزوج هناك امرأة اسمها معانة بنت جوشن من بني ( دب بن جرهم ) قبل أن يرجع إلى بلاده ثم عاد بعد أن هدأت الفتن وتمحضت جزيرة العرب وكان ( رخيا ) كاتب أرميا قد كتب نسبه في كتاب عنده ليكون في خزانة أرميا فيحفظ نسب معدّ كذلك , وكان مالك قد كره رفع النسب إلى مابعد عدنان .
والملخص في نسب عدنان كما ذكر ذلك أبوعمرابن عبدالبر في كتابه ( الإنباه في معرفة قبائل الرواه ) : " والذي عليه أئمة هذا الشأن في نسب عدنان قالوا : عدنان بن أدد بن مقوم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن اسماعيل بن ابراهيم الخليل عليهما السلام وهكذا ذكره محمد بن اسحاق بن يسار في السيرة " .
ويقول أبو عمر أيضاً : " وكان قوم من السلف منهم عبدالله بن مسعود وعمرو بن ميمون الأزدي ومحمد بن كعب القرظي إذا تلوا (( والذين من بعدهم لايعلمهم إلا الله . . )) سورة ابراهيم آيه 9 قالوا : كذب النسابون " .
ويستطرد أبوعمر فيقول : " والمعنى عندنا في هذا غير ماذهبوا والمراد : أن من ادعى احصاء بني آدم فإنهم لايعلمهم إلا الله الذي خلقهم وأما أنساب العرب , فإن أهل العلم بأيامها وأنسابها قد وعوا وحفظوا جماهيرها وأمهات قبائلها واختلفوا في بعض فروع ذلك .
ثم إنه ولد لعدنان ولدان هما : " معد " , " عك" بتشديد الكاف وقد قال السهيلي : أن لعدنان ابن اسمه الحارث وابن آخر اسمه المذهّب . وقال أيضاً أنه قد ذكر من بنيه الضحاك وقيل إن الضحاك ابن لمعد لا ابن لعدنان .
وقال الحافظ السهيلي : أنه قيل إن " عدن " التي تعرف به مدينة عدن وكذلك " أبيَن " كانا ابنين لعدنان حكاه الطبري فتزوج عكّ في الأشعريين وسكن في بلادهم من اليمن فصارت لغتهم واحدة .
فلهذا زعمر بعض أهل اليمن أنهم منهم فيقولون : عكّ بن عدنان بن عبدالله بن الأزد بن يغوث , ويقال : عك بن عدنان بن الذيب بن عبدالله بن الأسد ويقال : الريث بدل الذيب والصحيح ــ كما يقول ابن كثيرــ أنهم من عدنان ويستشهد ببيت لعباس بن مرداس : 

وعكّ بن عدنان الذين تلعّبوا * بغسّان حتى طرّدوا كل مطردِ   

والله أعلم وبالله التوفيق , , ,   .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق