* " مدونة تبحث عن الحق على مذهب {الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة } الطائفة المنصورة التي لايضرها من خذلها ولا من خالفها حتى يأتي الله بأمره " * .

الاثنين، 7 نوفمبر 2011

الغلو في الدين والتحذير منه ومن مزالقه . . .

بعد حمد الله وشكره والصلاة على نبيه الكريم نقول :
إن هناك مظاهر بدت تستشري بين الشباب اليوم لاتبشر بخير وتنذر بخطر قادم ينجر بها الشاب إلى مزالق خطيرة وهي ( قضية الغلو في الدين والتنطع والتسرع في الحكم على الغير بلامبرر بل والتكفير أحياناً لمجرد أن هذا المحكوم عليه خالف هواه أو هوى فرقته الت إليها ينسب ) وهذا أمر ينبغي فيه التروي وعدم العجلة لأن قضية التكفير ليست بالأمر الهين وهو قرار لاينبغي أن يصدر إلا من شيخ راسخ في العلم رسوخ الجبال ولا ينبغي أن يصدر من طالب علم بسيط يمسك بالعلم من آخره ولم يؤصل نفسه علمياً .
ينجر وراء الأهواء ويكون ريشة في مهب الريح وقشة بين غثاء السيل فمرة يحلل ومرة يحرم ومرة يتردد ومرة يتبلد لايستقر على طريقه ولا ينقذ من الوحل غريقه ولايُفهم صديقه وبعد ذلك يكفر بقرار ويفجر باصرار فهل سينجو من غضب الواحد القهار وإليكم حديثين مهمين في هذا الموضوع لايعدو اتباع الهدى عنهما ولا ترجى السلامة إلا لمن فهمهما أو عمل بهما ولو لم يفهمهما :
الحديث الأول : مارواه الإمام أحمد وابن ماجة والدارمي من حديث ابن مسعود أنه قال : " خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً فقال : ( هذا سبيل الله ) وخط عن يمين ذلك الخط وعن شماله خطوطاً فقال : ( هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليها ) .
والحديث الثاني : أوضح وأبين في التحذير من قضية الغلو والتكفير وهو حديث يفصل الأحداث والوقائع القادمة إلى يوم القيامة وهذا الحديث متفق عليه من حديث حذيفة بن اليمان قال : " كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني , فقلت يارسول الله : إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير , فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال : ( نعم ) قلت وهل بعد هذا الشر من خير ؟ قال : ( نعم , وفيه دَخَن )  . قلت : وما دَخنُه , قال : ( قوم يهدون بغير هديي , تعرف منهم وتنكر ) . قلت : فهل بعد هذا الخير من شر , قال : ( نعم , دعاةٌ على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها ) , قلت : يارسول الله صفهم لنا , فقال : ( هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ) , قلت : فما تأمرني إن أدركت ذلك ؟ قال : ( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ) . قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا امام : ( فاعتزل تللك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة وأنت على ذلك ) .
وهناك أحاديث أخرى تحذر من خطورة الإنحراف عن الحق المبين والغلو في الدين وهو حديث حذيفة بن اليمان الذي رواه البخاري وغيره وهو قوله عليه الصلاة والسلام : ( إن أخوف ماأخاف عليكم , رجلٌ قرأ القرآن حتى إذا رأيت بهجته عليه وكان ردأً للإسلام , انسلخ منه ونبذه وراء ظهره وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك ) قلت : يانبي الله : أيهما أولى بالشرك الرامي , أو المرمي . قال : (بل الرامي ) .
وهناك كلام لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حول هؤلاء الشباب الذين ينجرّون وراء هؤلاء الفتية المتسرعين والمشبوهين وحول هؤلاء المجالس المستخفية التي يجلسونها والرحلات المجهولة التي يرتحلون فيها فقال حول ذلك حفظه الله :
[ إننا أيها الإخوان في هذا الزمان في وقت فتن وشرور وغالب المجالس تشتغل بالغيبة والنميمة والوقيعة في أعراض العلماء واعراض ولاة الأمر لأجل إثارة الفتنة وتفريق الكلمة وسوء الظن بالعلماء وإسقاط مكانتهم عند الناس , كما أن هناك أفكراً خبيثة تروّج في هذه المجالس لإفساد عقيدة المسلمين وترويج الأفكار الهدامة والعقائد الباطلة والآراء المظللة بحجة الحوار وقبول الرأي الآخر بدلاً من قبول الحق ورفض الباطل ,  وهناك دعوة لتسميم أفكار الشباب ضد آبائهم ومجتمعم وولاة أمورهم ودعوة إلى الإفساد والذي يسمونه ( الجهاد ) يتمثل باستباحة دماء المسلمين والمعاهدين والمُستأمنين وتخريب المباني والمساكن الممتلكات بالتفجيرات المدمرة والإرهاب المروع , فعليكم أيها المسلمون الحذر من هذه المجالس المستخفية والتجمعات المشبوهة والرحلات المجهولة وحافظوا على أولادكم من دعاة الفتنة الذين يندسون فيما بينهم ويجتمعون بهم ويُلقنونهم تلك الأفكار ثم ينعزل عنكم أبنائكم إلى أن يعلن عنهم بعد القبض عليهم أو قتلهم بعد قيامهم بالتخريب والعدوان على الناس أو بعد ايداعهم في السجون .
فاحذروا دعاة الفتنة الذين أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم ووصفهم بأنهم  : " دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها " وقال : " هم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا "  نعم  , إنهم يتكلمون باسم العلم , ويستترون باسم التدين ــ خداعاً ومكراً ــ  أو غلواً وافراطاً , ويُجّهلون غيرهم أو يصفونهم بالمداهنة والجري وراء المناصب والمكاسب الدنيوية  , أو يصفونهم بالجبن والتخلف عن الجهاد . .  إلى غير ذلك من الاتهامات الباطلة , فكيف تغفلون أيها المسلمون عن هؤلاء وتتهاونون بشأنهم وتتركون أولادكم بأيديهم  يقودونهم إلى هلاكهم وهلاككم وهلاك المجتمع . . . ] إلى آخر ماقال حفظه الله .

وأصدق مايكون على حالة دعاة الفتنة هؤلاء قول الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري رحمه الله قال : [[ سيخرج في آخر الزمان قومٌ أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية يقرأون القرآن لايجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميَة , فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله  يوم القيامة ]] وهؤلاء الشباب المارقين عن سبيل الهدى والصلاح سوف يستمر خروجهم فئات وأشكال متتابعة إلى أن يكون آخرهم مع المسيح الدجال نعوذ بالله كما أخبر بذلك علي رضي الله عنه عندما أثيرت قضيتهم عنده فقال : " لا والذي نفسي بيده إنهم لفي أصلاب الرجال , وسيخرجون ويخرجون حتى يخرج آخرهم مع المسيح الدجال " .
نسأل الله أن يجنبنا ويجنب هؤلاء الشباب شبهات الهوى ومهاوي الردى وأطماع العدا إنه على كل شيءٍ قادر وفوق الكل قاهر وبالله التوفيق ,  ,  ,  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق