* " مدونة تبحث عن الحق على مذهب {الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة } الطائفة المنصورة التي لايضرها من خذلها ولا من خالفها حتى يأتي الله بأمره " * .

السبت، 19 نوفمبر 2011

في علم المنطق ومابني عليه , , , .

ذكر شيخ الإسلام في كتابه ( نصيحة أهل الإيمان في الرد على منطق اليونان ) قاعدة مهمة عن المنطق اليوناني وكيف بنى الفلاسفة والمنطقيين كلامهم وخصوصاً في الكلام على الحدّ والقياس ومن يقرأ في علم المنطق والكلام ــ هذا إن سميناه علما ــ فإنه لايخرج في النهاية بكثير فائدة ولا بغزير علم قيّم وإنما هو يصرف طاقته لأمورٍ لايحتاجها في حياته ولا ترتبط بسعادته في دنياه وآخرته وإنما تتلف عقله وتجهد ذهنه وفكره في أمر لايجني له ثمرة ولا يبقي له أثرة من علم أو خبر أو مفخرة أو قدر وإن أشير له بالبيان وكامل الحجة والبرهان حيناً من الأحيان  .
فإذا علمنا ذلك فلا نريد أن نشغل أنفسنا بالتبحر في ذلك ولكن لابد أن نعرف بعض الأمور لكي نردّ بها على الغير الخصيم والإمعة اللئيم وقاعدة شيخ الإسلام هذه هي نافعة لكي يعرف من يريد الحق . .  ماهو المصدر الذي يزعب منه المنطقيين والعقلانيين والملاحدة اليونانيين فيقول رحمه الله تعالى في كتاب المنطق من فتاويه :
" فإني كنت دائماً أعلم أن المنطق اليوناني لايحتاج إليه الذكي ولا ينتفع به البليد , ولكن كنت أحسب ان قضاياه صادقة لما رأينا من صدق كثير منها , ثم تبين لي فيما بعد خطأ طائفة من قضاياه وكتبت في ذلك شيئاً , ولمّا كنت بالإسكندرية اجتمع بي من رأيته يعظّم المتفلسفة بالتهويل والتقليد , فذكرت له بعض مايستحقونه من التجهيل والتضليل , واقتضى ذلك أني كتبت في قعدةٍ بين الظهر والعصر من الكلام على المنطق ماعلّقته تلك الساعة , ولم يكن ذلك من همّتي , لأن همتي كانت فيما كتبته عليهم في " الإلهيات " .
وتبين لي أن كثيراً مما ذكروه في المنطق هو من أصول فساد قولهم في الإلهيات , مثل ماذكروه من تركيب الماهيات من الصفات التي سموها " ذاتيات " وماذكروه من حصر طرق العلم فيما ذكروه من الحدود والأقيسة البرهانيات , بل ماذكروه من الحدود التي بها يُعرف التصورات بل ماذكروه من صور القياس ومواده اليقينيات . فأراد بعض الناس أن يكتب ماعلّقته إذ ذاك من الكلام عليهم في المنطق فأذنت له في ذلك لأنه يفتح باب معرفة الحقّ , وإن كان مافتح من باب الرد عليهم يحتمل أضعاف ماعلّقته " انتهى كلامه . 

ثم شرع رحمه الله في بيان قاعدة هؤلاء المنطقيين فقال : 
" فاعلم أنهم بنوا ( المنطق ) على الكلام في الحدّ ونوعه , والقياس البرهاني ونوعه . قالوا لأن العلم : إما تصوّر , وإما تصديق , فالطريق الذي ينال به التصور هو الحدّ , والطريق الذي ينال به التصديق هو القياس " (1)
ثم أخذ في الرد عليهم فقال :
" الكلام في أربع مقامات :
* مقامين سالبين
* ومقامين موجبين .
فالأولان ــ أي المقامين السالبين ــ أحدهما في قولهم : ان التصور المطلوب لاينال إلا بالحد . والثاني : أن التصديق المطلوب لاينال إلا بالقياس .
والآخران ــ أي المقامين الموجبين ــ في أن الحدّ يفيد العلم بالتصورات , وأن القياس أو البرهان الموصوف يفيد العلم بالتصديقات " . انتهى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق