* " مدونة تبحث عن الحق على مذهب {الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة } الطائفة المنصورة التي لايضرها من خذلها ولا من خالفها حتى يأتي الله بأمره " * .

الاثنين، 14 نوفمبر 2011

خالد بن سنان العبسي . . . نبي ضيعه قومه .

هو من أشهر العرب في الجاهلية وذكر عنه النبي صلى الله عليه وسلم أنه نبي قد أضاعه قومه في غير خبر . وقد قيل أنه ليس هناك نبي بعد اسماعيل من العرب غير محمد ولكن هذا القول يتبين بطلانه في الأحاديث الوارده ونقول أنه : من يستقرئ المراجع ويرجع لكتب التاريخ يتبين أنه قد كان هناك أنبياء في العرب وقد كان هناك رسل فلو صحت هذه المقولة لكان الكلام :
[ أنه لم يبعث رسولٌ بعد اسماعيل عليه السلام غير محمد صلى الله عليه وقد كان هناك أنبياء من العرب ] والفرق واضح في هذه العبارة فالرسول : " هو من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه " والنبي هو " من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه " .
هذا على فرض أن شعيب ليس من العرب حيث أن شعيب ليس من ذرية اسماعيل بن ابراهيم الخليل فهو حسب ماذُكر في التاريخ أنه من ذرية مدين بن ابراهيم وقيل : مدين بن مديان بن ابراهيم الخليل .
ولو كان من العرب أي من ذرية اسماعيل فقد انتهى في ذلك الحوار , علماً أنه قد ذكر في التاريخ غير ( خالد بن سنان العبسي ) نبياً فمن ذلك ( حنظلة بن صفوان ) ولكن لايُجزم بذلك فقد قيل : أن حنظلة هذا بعث إلى العرب وقت الطاغية [ بختنّصر ] البابلي الذي يسمى في بعض الأحيان [ نبوخذ نصر] هو ورجل آخر من ذرية نبي الله شعيب وهو : ( شعيب بن ذي مهذم بن شعيب بن صفوان ) فكذبوهما العرب الذين أرسلا إليهما هذان النبيّان فسلط الله على العرب هذا الملك الطاغية وقد تطرّق إلى ذلك الحافظ بن كثير في كتابه { البداية والنهاية } لهذا الموضوع .
ولكن الذي نحن بصدده الآن ووردت به النصوص هو ( خالد بن سنان العبسي ) الذي هو من بني عبس ــ قبيلة من عدنان ــ وسوف ننقل لكم بعض الأخبار عنه مما رواه الحافظ أبو القاسم الطبراني فقال رحمه الله تعالى :
" حدثنا أحمد بن زهير التستري حدثنا يحي بن المعلى بن منصور الرازي حدثنا محمد بن الصلت حدثنا قيس بن الربيع عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : جاءت بنت خالد بن سنان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبسط لها ثوبه وقال : ( بنت نبي ضيّعه قومه ) " .
وقد روى هذا الحديث أبو بكر البزّار عن يحي بن المعلّى إلى آخره بدون أحمد التستري قال : ــ أي ابن عباس ــ : " ذُكر خالد بن سنان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( ذاك نبي ضيّعه قومه ) وقال عنه الحافظ البزار : " ولا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه " . قال ابن كثير في تاريخه : وكان قيس بن الربيع ثقة في نفسه إلا أنه كان رديء الحفظ وكان له ابنٌ يدخل في أحاديثه ماليس منها " .
قال البزار :وقد رواه الثوري عن سالم الافطس عن سعيد بن جبير مرسلا وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي حدثنا المعلى ابن مهدي الموصلي قال حدثنا أبو عوانه عن أبي يونس عن عكرمه عن ابن عباس أن رجلا من عبس يقال له خالد بن سنان قال لقومه : إني اطفئ عنكم نار الحرتين , فقال له رجل من قومه : والله ياخالد ماقلت لنا قط الا حقاً فما شأنك وشأن نار الحرتين تزعم أنك تطفئها فخرج خالد ومعه أناس من قومه فيهم عمارة ابن زياد فأتوها فإذا هي تخرج من شق جبل فخط لهم خالد خطّه فأجلسهم فيها فقال: إن ابطأت عليكم فلا تدعوني باسمي فخرجت كأنها خيل شقر يتبع بعضها بعضا فاستقبلها خالد فجعل يضربها بعصا وهو يقول:(بدا بدا بدا كل هدى زعم ابن راعية المعزى أن لا أخرج منها وثيابي بيدي) حتى دخل معها الشق فأبطا عليهم فقال لهم عمارة ابن زياد:( والله إن صاحبكم لو كان حيا لقد خرج إليكم بعدي) قالوا فدعوه باسمه فقالوا إنه نهانا أن ندعوه باسمه فدعوه بأسمه فخرج وهو آخذ برأسه فقال : ألم أنهكم أن تدعوني باسمي فقد والله قتلتموني فادفنوني فإذا مرة بكم الحمر فيها حمار أبتر فانبشوني فإنكم تجدوني حيا فدفنوه فمرت بهم الحمر فيها حمار أبتر فقلنا انبشوه فأنه امرنا ان ننبشه فقال لهم عماره : " لا والله لاتحّدث مُضر أننا ننبش موتانا " وقد كان قال لهم خالد : " إن في عُكن امرأته لوحين  فإن أشكل عليكم أمرٌ فانظروا فيها , فإنكم ستجدون ماتسألون عنه , قال : ولا يمسهما حائض " فلما رجعوا إلى امرأته سألوها عنهما فأخرجتهما إليهم وهي حائض فذهب ماكان فيهما من علم .
قال ابن كثير : " قال أبو يونس : قال سماك بن حرب سئل عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (( ذاك نبي أضاعه قومه )) . قال أبو يونس : قال سماك بن حرب إن ابن خالد بن سنان أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (( مرحباً بابن أخي )) فهذا السياق موقوف على ابن عباس " .
ويستطرد ابن كثير ويقول : " والمرسلات التي فيها أنه نبي لايحتج بها ههنا والأشبه أنه كان رجلاً صالحاً له أحوال وكرامات فإنه إن كان في زمن الفترة فقد ثبت في صحيح البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( إن أولى الناس بعيسى ابن مريم أنا لأنه ليس بيني وبينه نبي ))  وإن كان قبلها فلا يمكن أن يكون نبياً لأن الله تعالى قال : [[ لتنذر قوماً ماأتاهم من نذيرٍ من قبلك . . . ]] سورة القصص آية 46 "  انتهى .
والذي يتبين من هذا الحديث أنه ليس بنبي فهو كما قيل أنه ولي صالح جرت على يديه كرامات وذلك لتمسكه بالدين الصحيح والحنيفية السمحة والله أعلم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق